يشد السماء




انحنى قبل أن يبلغ أرذل الفِكر ، كان راكعاً يشد السماء إليه !

مقعد ونافذة




أكانت أوراق الشجر تشف مواعيدها قبل أن تحزم حقائبها وتسقط؟
روحي التي تعرّت وما احتملت انفراجة شفة؛ كانت أصلب عند الأفول
وأرواحكم الشجر شطَرَها المغيب / ذوَت على شباك ذاكرة ما عادت تلقف الحسنات
إليهم - أيضاً - حينما جُرْت قبل أن يسبقني الزمن ..
لاشيء هناك لا شيء .. الصمت اثنين: مقعد ونافذة

صمت







أحتاج الكثير من الصمت لأقتل بعض الكلام

وجهك

وجهك
تباً لوجهك !

وجهك الذي جاب المواسم كلها
عاد فارغاً كصفحة بيضاء /
كيوم ميلادك الحزين

ربيع وجهك يحتضر
والصيف ترك أخاديده علامات
أما الشتاء وشوش للأزرق وباح بسرِّه

وجهك الخريف تساقط
سرق من الحرباء خصائصها
أيها الموت ..
هاك وجهاً أضاعه الضوء قبل حصاده

أحلام مسمومة



الأحلام طويلة المدى كأنثى الخمسين العانس تقيم بين عطشين

كان يا ما كان. لا. لم يكن بعد.
من الممكن أن يكون. لا. ليس قريباً .
أنقذني صوت حمزة
- لقد سقط ياسر، قبضوا عليه قبل أن يتصرف في ( قطعة الحشيش )
التي كان يحملها كي يوصلها للمشتري.
قالها وكأنه يسوق خبراً عادياً،
فيما كنتُ أقوم بكسر حدة الشراب بخلطه بمشروب البايسون.

ياسر كان الوسيط الذي يأتي لنا بالمخدر . ذهب ياسر ، وسنعثر على
مائة ياسر آخر. قبله كان سعيد، ذهب هو الآخر، وحظينا
بسعادتنا الموهومة بعده. ولكن المحزن في
الأمر أن ياسر شاب مجتهد ولديه وظيفة محترمة، ومؤدب،
من ذلك النوع الذي يشيع جو من المرح حيثما حل.
- سلب حرية أحدهم يشبه الموت المفاجئ، ولو أن الأمر سيجفف
منابع هذه الممنوعات لعذرتهم.
أخذت أفكر بصوت عالٍ
قاطعني حمزة
- في هذه المزبلة أعني هذا الحي الموبوء لن تجد بيتاً إلا
وأحد سكانه يسكر أو يحشش ، ولو عمل أحدهم إحصائية للأحياء
التي تشبه هذا الحي المهمل ستجد بأن أكثر من نصف المجتمع
يتعاطون، لا يوجد حل للقضاء على ذلك. تلك دورة الحياة، ولادة ورحيل.
- بل يوجد حل، فأنت لا تستطيع أن تقضي على
المخدرات والمسكرات بالسجن، أنت تقضي على الإنسان فقط.
- اتحفنا يا سيدة فكرة ( قالها بصوت ساخر وبضحكة مجلجلة ) يبدو
أنك ( ارتفعت ) .
- فكرت لو أنهم بدلا من أن تمتلئ السجون بالمتعاطين أمثال ياسر
وتتدمر حياتهم الأسرية والوظيفية، لماذا لا يعملون على الاستفادة
من هؤلاء في أعمال تطوعية لخدمة المجتمع. ووضعم تحت المراقبة.
- بدأت حصة الهذيان، ماذا تعني؟ أفصح.
- ياسر كمثال مدرس، لماذا لا يجعلون ياسر يقوم بتدريس
أبناء الأسر الفقيرة في المساء وتثقيفهم وتحسين مستواهم،
وقس على ذلك، كلٌ حسب وظيفته، وقدراته، الدكتور، المهندس..
- والعاطل منهم؟ يتطوع في تعليمهم التقطير أو اللف ( أخذ يضحك ويسخر)
- العاطل يقوم بتنظيف منطقة من الحي وزرع بعض الأشجار
والورود لتحسين المنظر وجعله قابل للسكن والحياة الصحية.
هل تستطيع أن تسير في الشارع دون أن تبقي نظرك على الأرض،
خشية أن تغوص قدمك في وحل من المجاري، أو تطأ على بقايا
الطعام الملقاة، أو حتى حصاة تجعل أصبعك متورمأ لعدة أيام؟
- هذا منظور غربي لا يمكن تطبيقه هنا، يبدو أنك متأثر بهولندا.
- أليس هذا المنظور أفضل من قتل الحياة وأن يعود ياسر
بعد عدة سنوات عاطل و بأسرة مفككة وشخص منبوذ في المجتمع؟
الخسارة التي يجنيها المجتمع أكثر فداحة من الجرم الذي وقع فيه.
- قل ذلك وستجد تهمتك جاهزة.
دعك من خرافاتك هذه وفكر فيمن سيكون وسيطنا الجديد.

نديمي حمزة لم يقتنع بذلك، وهو الأقرب، يبدو أن هذا من تأثير
الكأس والدخان الأزرق.

الأحلام المسمومة لا تنشئ وطناً نموذجيا، إما أن تنبت حنظلاً
أو تحبس أنفاسك داخل زنزانة رطبة.

لا نجيد النبيب !!




نحن الفقراء إليك يا الله أغنياء
نصلي الخمس
ولا زكاة تجب علينا تأيدتها
حقول القمح نعرفها باسمها
والخبز المفطور سيرة لا ترهقنا
ماذا أخبرك عن الطرقات وقد طفحت بنا قبل أشيائنا
لن أفعل.!
جاري يقسم بأنه لم يشاهد ملائكة الرحمة..
طيلة العشر سنين التي قضاها ملتصقاً بسريره يتوجع حتى ملّه الأنين.
أقسم لي صديق بأن جارته تأكل من ثديها، تخشى الموت جوعاً
جاري الآخر لا يظمأ أبداً؛ نصف المدينة يثملون من القناني التي شراها لهم
لن نعد نبكي ، لا نتضور جوعاً
البطالة ترف لا يليق بنا
والسياسة ( تياسة ) ولا نجيد النبيب*
نحن بخير عميم يا الله
كن معنا
!



* صوت التيس