ماذا لو !!




أن الصواب خطأ نتحاشى الوقوع فيه رغبة في التطهر من خطأ آخر اقترفناه ولم نعد نميز بينهما
وأننا أصبحنا نؤَوِّل الخطوة القادمة بما يذكي الرعب في دواخلنا

الوحده




ليس على الوحيد غير التثريب
يعتاش قلبه على الأوراق المتساقطة من شجرة شقائه
تؤثثه الوحدة على ما يتشهى الجوع
يرمق تاريخه بعين وَجِلة
يدس الخوفُ - من المجهول - بذورَه السامة في جيوب ذاكرته
وفي الشوارع الخلفية للحياة يتسكع بعكاز وَهْمٍ وقنديل حلم


الرفاق خلفه ينزلون ملامحه من ذاكرتهم
يعرضونها في مزاد خيري
يتحايلون على العابرين
وقبل أن يحجز الملل مقعده
ينسلّون خلسة من أمامها
تشيّعها لا مبالاتهم


يعرف سوءته
يرخي وثاق صبره
يتدلى على حواف الجنون
يتحين ميعاد سقوطه

تائـــه




ماذا أفعل؟
في الأسفل متسلل
يقلق حُلمي
يتبنى فكراً ثورياً

أرفع كفي كي أردعه
يتوسل ألّا أُوجعه


في الأسفل متسلل يعبث
يكسر باباً
ينثر زادي
يفقأ عينه
يرجوني نجدته

في الأسفل متسلل يصرخ
يلعن سكني /
يشتمني
يستجدي لقمة

يحزنني منظره
يسخطني ما يفعل في بيتي


أم المتسلل في الأسفل تنذرني
تقسم أن تحرقني
قالت
كل الأرض سبيّة ابني

في الأسفل عائلة مجنونة
تحرق حقله
من في الأعلى ..
ماذا يفعل ؟
!

المرض




حياة صغيرة في البرزخ
كنشيد اصبع يتعلم العزف على آلة قلق وتَري

حقيقتك !!



في ممرات الذاكرة لا يقيم سوى المرَدَة والتافهون.!
أخبرتني أنك تعيش كي تدخر ذكريات مثيرة تصلح لحكايات تمتلئ بها القِرب الصغيرة التي ستنصت إليك
ولكنك نسيت بأن ذاكرتك عقيمة، وبأن الحكايات رجع صدى قديم، مكرورة كأوهام البسطاء الذين قضوا نحبهم يحلمون بالخروج من الأزقة الضيقة التي ما عادت تحتمل تكدسهم كالصناديق الفارغة
أنت تعلم بأنك لست سوى نسخة رديئة لناقلة تقيأت حمولتها بعد أن تاهت في عرض البحر
وتدرك - جيدأ - بأن العواصف لن تدعك قبل أن تصفعك بشدة إلى الحد الذي يجعلك تفضّل الغرق على أن تظل نهباً لأملٍ لن يتعرّف على ملامحك، علاوة على أنه سيسخر من ضعفك، ويتندر على جبنك الذي صلبك حيث أنت في آخر القلاع المهدمة، فالأجدر بك أن ترحل غير مأسوف عليك!

ما هو المنطق ؟؟




أن تفتش عن الإشارات المخفية والمغزى المستتر لتفكيك الحالة بكل الوسائل المتاحة.
ماذ نفعل إذا لم يعد الصبر مُجدٍ؟
ننتقم بارتكاب جريمة في حق آخر أنهَكَ الصبر
فأولئك الذين جعلوا من الصبر وسيلة للظفر بأشياء أعظم؛
نعجّل لهم بلوغها، فنصيب - جميعنا - ما نريد
هل يعني ذلك بلوغ ذروة اليأس؟
لا. بل الخروج عن النسق التقليدي في معالجة الأشياء
الاستفراد في الحلول، أو لنقل الشذوذ عن الجماعة
وبما أن الموت ليس بغاية والحياة ليست منتهى
يصبح التمرد فعل مقاوم للصعود بين الاثنين
أنت لا تضمر الذهاب إلى الموت بإشعالك لسيجارة
بل أنت تعُبّ من الحياة على طريقتك التي قد تشير إلى دخولك إلى نفق الموت
مع أنك تعلم ذلك إلا أنك لا تنويه بالكيفية التي سرقك بها الطريق
!

يـــا أنتي





أفتح ذاكرتي أبعثر أشيائك الكثيرة
حلمٌ خريفي يتكئ في زاوية مهملة
كلماتٌ ساذجة تكنس أرصفتها
وُعودٌ جافة تسند ظهرها بجوار حنجرتها

أفتش عنكِ ويسبقني يأسي
كومت السخط / ولملمت قلقي
احتميتُ بكِ ونهرت الشك

ساءلت المنفى عنك
فاحتجبت عيناه

مشطت شوارع المدينة أرقب ظلّك
سال وادي العتمة وراعني صوت البوم

عشرة أعوام




منذ عشرة أعوام وأنت تصارع من أجل كائنات لا تعبأ بك
تدرِّبهم على الحياة ويسقونك الموت الزعاف
لو أنك خنت مبادئك وشربت على أرواحهم نخب البقاء
لو أنك ردمت ذاكرتك وخطوت خارج دائرة السوء فرسخاً
لو أنك ألقيت بمعصمك في المغتسل البارد وتطهرت منهم
لو أنك أطفأت بقايا ملامحهم وقطعت حبلك السري
لو أنك ابتلعت ضميرك وضحكت على نكتة معتقد سامجة
ولكنك لم تفعل
!
!

الكآبة !!






لا تكنس رأسك؛ شجرة الكآبة هزّت أوراقها