قِطَعُ استفهامٍ هشة



لماذا أبدأ معكِ - دائماً - بنفي أو استفهام،
كأن أقول: لَم توسديني صوتك هذا المساء
أو: لماذا انفرجت شفتاك ولم تنبس بـ أحبكَ منذ مكالمتين ونصف لقاء؟

تارة أخبئ شوقي وتجيء (لاء النفي) حداً يفصل بين الهيام والجنون

وتارة أدير وجه الكلمات وتتكوم اللهفة بجانبي ويخمِدك عبوسي المفتعل

استفهامتي التي تكظمين غيظك عنها تلك منعطفي الأشد سخونة
حين تزيح الآهات لتدس رأس السؤال في عمق مرارتك
ها أنا أقفل على أبواب (النهي) كي لا يسبقك شالك فلا أدرك بعض ظلّك

ليت الشتاء الذي علمني الانتظار
يقذف بي خارج آطامه، بمحاذاة شفتيك
وأتكوَّر فيه كطفلك المدلل أقيس المسافة ما بين زندك ونحرك


حزمت أمر مزاجيتي فأضحَتْ كـ بيانو عتيق خضع لرقص أصابعك
يمَّمْت جداولي شطرك ، وحين شذَّ ذراع بترتُ حلمه القصير
هيأت ذاكرتي لسباتٍ شتويٍ لا يوقظها سوى هديلك وشذى ياسمينك

ما أنتِ ../
من أنتِ بعد أن كفَفْتُ النفي لكِ
وقضَمْتِ بين شفتيك على قطع الاستفهام الهشة

بل ما أنا لو ساقطتِ كسفاً من روعك
من هجيرك

أو من أنا
إذا ما غشاني النهي وسالت حماقة الثلاثين
إذا ما اكتويتِ بالنصف الفارغ
إذا ما (حوقلتِ) وأثنيتِ ركابك
واستوى الطريق
؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق