هلوسه



مزدحمٌ بالفراغ، بهشاشية الكائنات
أتنبأ بموت قريب ينتظرني تحت الوسادة
جهّزت للفرح طاولة ..
طاولةً صغيرة
وكرسياً واحداً
وكأساً واحداً
وعلبة سجائر واحدة
وشمعتين
ومفكرةً صغيرة
وقلماً أزرقاً جافاً
وأغنية
كآخر احتفال لا نجم فيه غيري
تهندمت وتعطرت
جئتني بكامل زينتي
حلقت ذقني
ارتديت أجمل ملابسي
هذّبت من سلوكي
رسمت ابتسامة ودودة لي
أدرت اسطوانة
Leonard Cohen - Famous Blue Raincoat
وأذنت له بالبدء
وشرعت باستدعاء ذاكرتي
ناديت الموتى / رفاقي الذين سبقوني
اختصموا ..
قِسمٌ يحثني على الإسراع في المجيئ
وآخرون يحذرونني من قدوم يعقبه ندم
ثرثرنا عن الحياة السابقة
وعن الأخرى التي سأدركهم إليها
ضحكت
حزنت
غضبت
هيأت نفسي للإبتسام مجدداً
وحاولت ألّا أغتم

وأعلنت بدء احتفالي بالنهاية المرتبة كما يليق بي ، أو كما ظننت
وعدتني بنسيان ما استدبرت من أمري
وضعت جميع انفعالاتي في حقيبة وأسلمتها للريح
جززت عنق الضمير ووأدته
لففت أخطائي في ملاءة وألقيتها في بئر مهجور
أخطت شَفَتي وسددت أذني
تكوّمت بكلي داخل غشاء الأصوات في داخلي
أصغيت جيداً
توحدت بي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق