مبرر


كانت تأكل بثدييها حينما تجوع، تعلل ذلك:
طاحونة الذل لن ترحمني، وأوقن بأن الثدي الذي أطعمني لن يغمّس في النار؛ الأطفال الذي سترت عليهم حجزوا لي قصراً في الجنة، والسيدات اللواتي آويت ضعفهن دثروني بدعوات خالصة أرسلها إيمانهم الفطري. عندما كنتَ تسخر بقولك: إن المال الحرام لن تطهره كل أفعال الخير التي قدمتها بقلب طاهر ونوايا حسنة؛ حينها عقدتُ مقارنة بين ما فعله ثديايَ، وذلك الذي قتل تسعاً وتسعين نفساً، وتساءلت: أيهما أعظم جرماً؟ خاصة وأنني قدمت من القرابين ما لا يقوى على حمله سوى الصادقون والنبلاء من البشر ، دون أن أنتظر جزاءاً من أولئك الذي أنهكتهم المِحَن، وكنتُ قارب النجاة الوحيد لهم. وإذا كانت المساواة في العقاب عدل؛ فلماذاً يجيئ كَيلي مضاعفاً، مع أن الشيطان الذي كان يكمن في تفاصيل* الأمس، لم يكن يصبو لأبعد من مرافقتي أثناء عبوري لخط المشاة. وأن المصير في القضايا الأخلاقية يتساوى مع فكرة أن أكون أو لا أكون، أن أتحول لأنثى بثدي ضامر مركونة في زاوية خشبية، أو أصبح ما أنا عليه تحت الضوء. وما بين أنثى النار وامرأة الحفر المهملة، يصبح الثدي سيد القرارات الحاسمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق