نص خفيف وسريع بخصوص حادثي جدة وحائل

أمنيات رغد ورجاءالجنة تحتفي بالأمنيات، ولكن كيف نصلها؟في هذا العالم إما تختق بأمنية أو يأتي عليها حادث مروّع، وأضعف الإيمانأن تغرق.... - ليس هذا موضوعنا فقط اجب عن اسئلتي ومن ثم ..قاطعه: لن تفهم يا دكتور، لا لا لا، انتظر انتظر لو سمحت، كم راتبك؟ هل هل هل تسكن بالإيجارلا يبدو عليكَ ذلك.- أنا من يسأل، وأرجو ألا تقاطعني، أخبرني بماذا تشعر عندما تعتدي على أحدهم؟ملفك يقول بأنك قمت بالاعتداء على شرطي، وبعدها بيوم اعتديت على موظف دولةوأنك قمت بأفعال خادشة للحياء في مكان عام، وأخذت تتفوه بأقذع الشتايم، وتؤذي المارة والعابرين- هل تؤمن بالقضاء والقدر يا دكتور؟ أنا لم أعد اؤمن، لأني افترض بأنهما أصبحا مرادفا للجريمة؟فليس من العدل الإلهي أن تختنق زوجتي في مدرسة ويخطف حادث حافلة ابنتي،ولا يمكن لي أن افسّر ذلك بأنه قضاء وقدر وأدّعي بأن إيماني بذلك سيجلب لي السعادة.في فترة وجيزة كنت أقرأ أخباراً عن استقالات مسئولين في عدة دول مع أنهم ليسوا طرفاً لافي زلزال أو تردي وضع اقتصادي ولا حتى في وقوع جريمة ما، فقط لأنهم مسئولون عن أجهزة لها علاقةمباشرة أو غير مباشرة بتلك الحوادث. وكنت أقول لزوجتي كم هم حمقى، يتركون كلتلك الوجاهة والمال من أجل أخطاء الطبيعة الكونية أو البشرية. وكانت زوجتي تشاركنيالضحك وتعلّق: بتهكم: بأن المسئول لدينا كائن خالد، لا ينتهي دوره قبل أن يتأكد من فناء الجميع.كنا نتشارك أنا وهي في جمعية سنقبضها بعد ستة أشهر، وأتفقنا على أن نقوم بنقل ابنتنا رغدإلى المدرسة التي تعمل بها أمها، وهل تصدق بأنني لم أوافق على المشاركةإلا بعد أن جعلتْ من رغد وسيطاً، فتلك الشيطانة الصغيرة، تدرك مدى حبي لهافقدأخذت تهوّل علي الأمور، بأن سائق الحالة يسرع ويخيفهم، وأن الطريق سيءوالمعلمات لا يعاملونها بشكل سيء، وأنها عندما تنتقل إلى مدرسة أمها سيحترمها الجميعلأنها ابنة الأستاذة رجاء، مما جعلني أوافق على مضض، مشترطاً على أمها دفع أجرة السيارةمن راتبها الذي لا يتجاوز الألفين وسبعمائة ريال.لماذا لماذا يا دكتور لم تسألنِ هل أنت سعيد؟ بدلا من تلك الأسئلة العقيمة؟على أنا سعيد جداً حتى النحيب، فحتى وإن لم تسأل، سأخبرك بأن فزوجتي وابنتي في الطريق لبلوغ امنياتهما ، والتيتم تأجيلها لي من أجلهما، فلا يعقل ألّا يلجا الجنة، وبلا حساب أيضاً. وأعتقد بأن رجاء ستتمنىأن تكون مديرة مدرسة في بيئة صحية وسيوهب لها ذلك هناك، أما رغد فقبل أن تفكر ستجد قطاراً آمناً يوصلهاإلى صديقاتها واللواتي قضين معها في الحادثبالمناسبة دكتور هل أنت سعيد؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق