مخلصٌ في وصلك يا ليل



يخونك السهر وأنت كائن ليلي
لا أعرف كيف يستبشر البعض بطلوع لفجر
حتى العصافير - هنا - أشك في أنها تغني الصباحات الجافة،
فلو قدِّر لها تأمل انسراح خمائل الليل الفاتنة؛
لاستبدلت صباحاتها الحارقة بليلة تنفح حناجرها المتشققة بأشهى لحن،
مقابل عمر كامل لن تطالها حسرة على فقده.
أعد لي متكئي أيها الليل واسرق سلال النوم وادّخرها لصباحات الأرق
علّم السمّار أني ما خنت موعدي متسبدلاً الحرقة بانسكاب أشعة شمس غاشمة
فلا ورد هنا أتأسى لذبول فصله
ولا بواكير تغمس نسائمها بين جنبي
لاشيء في هذه الصباحات تستطيبه النفس
مخلصٌ في وصلك يا ليل فلا تبخل باحتفالاتك المرتهنة للغياب الباهر
للسِقاء، للنهر ، للصلاة الطويلة
للوجنات، والوجه الضحوك
وللضوء في عينيك، وللرقصة الأخيرة
لي أنا حين لا يكابدني الهجير
وحين أمتد فيك وأسهو عن شيء عداك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق