لم يكن بعد



بحرقة رجل لم يعرف الحياة .. وربما خبرها جيداً لا
أدري، كان يقول:
كلما تذكرت أبي علمت بأنني لاشيء يذكر، وأنني لم أكن بعد
والحياة ميناء من الأفضل أن نغادره سريعاً قبل أن يكتظ بالرعاة
وقبل أن تبحر السفن وتترك لنا أرتالاً من الحسرة.


ولأنني رجل بائس كان لابد أن تذبل أوردة السواقي
ولا غرابة إن احترق الحقل أو استبدل المكان بآخر أكثر حظوة
هل سيقولون بعد ألف عام مات رجل ينطبق عليه القول: لا كرامة لنبي بين أهله
هل ستؤم البشر المزار الذي ستتعفن فيه جثة ذلك البائس
هل يكفي أن يقال بأن رجلاً طيباً كان هنا ذات يوم
كل ذلك المتاع أمنيات حقيرة لا تعدل كفة رجل حكيم
يبدو أنني سأبقى كما أنا .. شيئاً صغيراً يزول سريعا ويهترئ كل يوم.!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق