باعد بيني وبين جزعك



أخبرته بأنني سيء، أنا لست كذلك.

أتظاهر بأني سيء كي تسيل المسافة ونتخلص من تفاهاتنا الصغيرة والحقيرة أيضا، على سبيل المثال .. ضربته على يده وصرخت به: كف عن قضم أظافرك، عدوى توترك تكاد تتسرب إلي.

كلانا طيب جداً، وكلانا يعلم ذلك .. وأحيانا نقسو على بعضنا البعض لنتقوى بنا. ضعفك يفتت تماسكي، وأنا كذلك حين أصحو فزعاً من كابوس يعتادني، صخرة كبيرة تتدحرج من عِل والأصفاد تكبلني على الأرض، وأصرخ وأحاول التفلت ولا أستطيع، والصخرة تكاد تقبرني، وأجدك بجواري ترتجف وتؤزني وتخبرني بأني مازلت هنا.

أي عالم هذا الذي لا يرحمنا ولا هو الذي سكب القسوة في دواخلنا.

والخوف كائن بغيض يسكن جهاتنا الست .. رقيبنا الأكثر ضراوة.

أريد أن أتنفس باعد بيني وبين جزعك ولو لعمر واحد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق