شمساً خاصةً به




قال لي ..
نحن الغوغاء ليس الطعام قضيتنا، الكرامة هي ما يورِدنا حتفنا
نصرخ ونزمجر، نكسّر ما تطاله أيدينا من كؤوس وأوانٍ منزلية، ولكن لا نستطيع أن نشتم لجنة التفتيش التي تعترض طريقنا في عز ظهيرة فصل حارق يذوّب الجلود الخشنة، ليسائلنا عن رخصة القيادة واستمارة سيارة انتهيت صلاحيتها ولم نقم بتجديدها، قيمة ذلك تعادل مصروف الأرغفة التي نسد بها أفواه أطفالنا، ناهيك عن كون السيارة ذاتها أقل قيمة من المبلغ الذي قد ندفعه غصباً في تجديدهم.
غرفة الأربعين فرداً بمرحاض واحد، وما يسبقها من نظرة احتقار من شرطي يعبث بعود أسنان ويتحدث بفوقية، أشد قهراً من تلك الأجواء التي أعتقد معها بأن لكل فردٍ منا شمساً خاصة به من شدة القيظ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق