؛؛ وسوسة صديق ؛؛




وسوس لي صديق رحل قبل أن يكمل مشروعه ..

الشيطان لم يخلق جسوراً بينه وبيننا ، فلماذا أصنع تلك الجسور من القطيعة

أحتاج لأن ألِج إلى تلك الأرواح عبر مسامات روحها المشرعة للعابرين

أولئك الساذجين من البشر ، في حاجة لم يملي عليهم كيف يفكرون ، وكيف يعيشون ، وكيف يحبون الحياة.

في وطن يلقم أبناءه الضعفاء حجارة الصبر و يطعمهم الجوع ويلبسهم الخوف ويربط ألسنتهم

لا بد لهم من شيطان غير رجيم يدرك ما بقي من حيائهم ويصب في دواخلهم ان وطنهم ليس بتراب ، ولا جمادات صماء ، وطنهم إنسان متوحش يأكل خيراتهم ويلقي إليهم بما بقي من الفتات الذي لا يقيم أوَد صغيرهم

وطنهم وطن الرجال الأوغاد والإناث الحمقى ، ذاك وطن مزيّف ، الإنسان صاحب المبادئ فيه كائن غريب منبوذ لا يستحق الحياة.

هذا الوطن لا يصبر عليه سوى تقي يبغي بيتا في الآخرة ، وفاجر ينهب كل ما يستطيع ولا يستطيع، وما بينهما تائه مشرد لا يحمل سوى القهر و ادعاء الصبر على كل الأشياء صغيرها وكبيرها.!

أستشهد بصلاح عبد الصبور :

في وطن يتمدد فيه الفقر كما يتمدد ثعبان في الرمل لا يوجد مستقبل

في بلد يمضى الناس فيه إلى السجن بمحض الصدفة لا يوجد مستقبل .

في بلد تتعرى فيه المرأة كي تأكل لا يوجد مستقبل

رحل صديقي قبل أن يكمل وسوسته ، غادر ليبتاع حفرة صغيرة على شاكلة وطن

.

إليه

بعد كل خساراتك الفادحة ، لم يعد هناك شيء يستحق أن تجاهد نفسك من أجله

فاصنع وطنك على طريقتك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق