أعدت قراءة الجملة بصوت مرتفع
( *الأغبياء هم من يعمّرون طويلا . .هكذا قرأت ذات حمق )
أخشى أن أصدّق بذلك فتعتادني الهواجس فأعمد إلى ارتداء مسوحهم
ليس من أجل أن أعمّر طويلا ؛ فذاك أمر لا خيار أمامه
بل من أجل أن أزيح عن هذا المسمى ( عقل ) بعضا من الأعباء الفكرية
والهواجس التي باتت مطرقة لا تتوانى عن دكه بعنف لا أقوى معه على الصبر
تعال نفكر بغباء قليلا . .
وبعد . . أين سنصل ؟
لا شيء سوى زيادة أحمال وجنون
وثم؟
لاشيء أيضا سوى إرهاق وربما نصل إلى حالة من التشنج الفكري تودي إلى توصيفنا
بـ عبيط / متبلد / أبله !
كل منهم – الأغبياء – سينطقها كيفما نفتثها شفتيه مع ذرات من اللعاب الذي لا يخجل من
الإرتطام بصفحة وجهك الذاهل عنه
ربما يكون ذلك الذهول دلالة أكيدة على حقيقة الوصف
عينان ترسم أبلغ صورة للحيرة
ووجنتان ضامرتان
وشفة تتدلى ببلاهة
وحاجبان كأنهما يجاهدان لملامسة منبت الشعر في رأسك
كلها علامات انتصار للأغبياء عليك
لنعيد التفكير بطريقة أكثر منطقية . . حتى نتخلص منه ونسلم بأن ثمة غباء أكثر ارتياح
من فكر يجهد ذاته بلا طائل
هيا اقترب ولكن لا تدع لجسدك الفرصة بالدنو كثيرا مني
اخبرني . .
كيف كنت ترى العالم أثناء قراءتك لرؤى الآخرين ممكن يطلق عليهم بمفكرين ؟
بليدا
كئيبا
محطما
موتورا
مبتورا
و
انتظر انتظر
لم لا تقول مخيفا وغبيا وتصمت بعدها ؟
فما فائدة الاسهاب في الوصف ؟
( إذن هو مخيف وغبي )
قبل أن تنحي بالّائمة علي وتتظاهر بالسخرية قائلا :
ولم لا تكن أنت من يهذي بذلك لأنك لا تنظر سوى للجانب الفارغ منه ؟
دعني أتحدث بطوباية أولئك الواقعين تحت مقصلة اتهامي
يستطيع أن أحدهم أن يزرع السعادة داخلك مؤقتا
ولكن لا يمكن أن يصبغك بها على الدوام
وإذا سلّمنا بأن القلب ملول حتى لو تهيأت كل الوسائل والظروف
فلا بد من أن تكون للملل زيارة اعتيادية يقض فيها مضجع سعادتك شئت أم أبيت !
عليه اذن سأجتر تلك المقولة الشعبية الدنيا ما فيها راحة
دام أن الأمر كذلك فهذا تأكيد على أنني أمارس حقي في التفكير أنّى شئت
في محاولة (غبية) للتهكم على الأغبياء بالتفرد عنهم بتلك الصفة التفكير بمنطق أو بدونه
أنا فرد في داخل مجتمع . . أتذكر أنني قرأت أن هذا الفرد يؤثر في هذا المجتمع ويتأثر به كدلالة منهم
على أننا جميعا خلقنا اجتماعيين وهذا هو التعريف المختصر للمجتمع ! إن لم تخني الذاكرة كما تفعل دوما
يعني ؟
ببساطة : دام أنني استشعر الخوف في هذا العالم فهذا يعني أن هناك آخرون يستشعرونه مثلي . . وكذلك في حال سلّمنا بغبائه!
الخائف يعمد إلى الهروب و الإنطواء
ولأن العالم من حوله ( غبي ) وهو قد ذكر في البدء بأن الأغبياء يعمّرون طويلا
ونسي بأن يضيف بأنه يكره الأغبياء وربما يشفق عليهم
اذن النهاية الحتمية لافتراضات كهذه تعني الموت بجميع أشكاله
بغباء
إن كل من يفكر فهو إما قد مات أو شارف على ذلك
وبغباء آخر
سأتقمص دور الأغبياء وأتوقف عند النقطة السابقة وسأعود حينما يفارقني غبائي
* من نص( أبحث عني) لـ الشاعر عمر الحمدان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق